لم نكن صديقين إلا قليلا
ولم نلتق إلا في أواخر الليالي الكئيبة
حيث يجلس الغرباء على طاولات الشوق
يشربون كي يتناسوا حنينهم إلى شيء ما
في المقهى المواجه للمحطة جلسنا
وضحكنا على فتاة تودع صديقها وتبكي
ثم نظرنا إلى أعين بعضنا وضحكنا مرة أخرى خجلا
من دمع غزا عينينا على حين غرة
وتساءلت َ عن سبب الدموع وأجبتك :
في بلادي مع كل شهيد جديد يتذكر الآخرون موتاهم فيبكون
لم نكن صديقين إلا قليلا
ولم نلتق إلا في كؤوس حنيننا إلى وطن
كلما ضاق بنا المنفى اتسع هو فينا
في المقهى المواجه للمحطة جلسنا
ومر صمت ثم كأس ثم صمت ثم كأس
ثم سألتك : ألن تعود
وتنهدت َ ثم قلت : في المنفى يتسع المعنى يصبح الوطن أكبر من بطاقة شخصية
أتعلم
أنا لا أحب هذا المكان أنا لا أحبه
لكنني هنا عرفت أن ذاك العجوز الذي تركته خلفي هو أبي
وأن تلك التي ما زالت تسائل الطير عني هي أمي
أنا لا أحب هذا المكان لكنني هنا التقيت بوطني
لكنني هنا أحببت وطني
لم نكن صديقين إلا قليلا قليلا
لكن كان لا بد من دمعة واحدة
دمعة واحدة تكفي
دمعة واحدة للبلاد التي ارتسمت في عيوننا
فوداعا
اتمنى لو ابكاني وداعه قدر ما ابكاني اختفاءه..
ردحذففلتتمعن بهذا الشهر وبمدى جماله فلم اصادف شهرا طوال حياتي يملؤني بالحب كشهر ديسمبر..
ردحذفلا تصف نفسك بالوحيد فأنفاسك تشاركك حياتك..تخيل كم انت محظوظ..
ردحذف