الخميس، 10 ديسمبر 2009

وداع


لم نكن صديقين إلا قليلا

ولم نلتق إلا في أواخر الليالي الكئيبة

حيث يجلس الغرباء على طاولات الشوق

يشربون كي يتناسوا حنينهم إلى شيء ما


في المقهى المواجه للمحطة جلسنا

وضحكنا على فتاة تودع صديقها وتبكي

ثم نظرنا إلى أعين بعضنا وضحكنا مرة أخرى خجلا

من دمع غزا عينينا على حين غرة

وتساءلت َ عن سبب الدموع وأجبتك :

في بلادي مع كل شهيد جديد يتذكر الآخرون موتاهم فيبكون


لم نكن صديقين إلا قليلا

ولم نلتق إلا في كؤوس حنيننا إلى وطن

كلما ضاق بنا المنفى اتسع هو فينا


في المقهى المواجه للمحطة جلسنا

ومر صمت ثم كأس ثم صمت ثم كأس

ثم سألتك : ألن تعود

وتنهدت َ ثم قلت : في المنفى يتسع المعنى يصبح الوطن أكبر من بطاقة شخصية

أتعلم

أنا لا أحب هذا المكان أنا لا أحبه

لكنني هنا عرفت أن ذاك العجوز الذي تركته خلفي هو أبي

وأن تلك التي ما زالت تسائل الطير عني هي أمي

أنا لا أحب هذا المكان لكنني هنا التقيت بوطني

لكنني هنا أحببت وطني


لم نكن صديقين إلا قليلا قليلا

لكن كان لا بد من دمعة واحدة

دمعة واحدة تكفي

دمعة واحدة للبلاد التي ارتسمت في عيوننا


فوداعا

هناك 3 تعليقات:

  1. اتمنى لو ابكاني وداعه قدر ما ابكاني اختفاءه..

    ردحذف
  2. فلتتمعن بهذا الشهر وبمدى جماله فلم اصادف شهرا طوال حياتي يملؤني بالحب كشهر ديسمبر..

    ردحذف
  3. لا تصف نفسك بالوحيد فأنفاسك تشاركك حياتك..تخيل كم انت محظوظ..

    ردحذف