الخميس، 26 نوفمبر 2009

اغتراب


اغتراب..

خارج عينيك

كل البلاد منفى

كل البلاد اغتراب

السماء صغيرة وضيقة هنا

فاستعدي كي نعد نجومها

ونطلق عليها

أسماء أطفالنا الذين لم نجد ليلا كافيا لننجبهم ...
واستعدي كي أغني
عمّا قليل تنام الارض
ولن يبقى أحد سوانا
واستعدي للغزل
ما زال قلبي يحفظ بعض الجمل
قطفتها لعينيك عن نجمة ذات يوم
واستعدي كي أراك
بين ذاكرة وحلم
واستعدّي
كي يكتب القلم عنك قصيدته الأخيرة:
لم يبق لنا الغرباء شيئاً
جردوني منك
وسرقوا من فمي القصيدة
فانهضي الآن
وارتدي الذكرى واتبعيني
كي نستعيد الحكاية
والتصقي بي
كي نعلن آخر الوصايا:
يا عدوي
كم كانت حياتنا ساذجة دونك
يا عدوي
كم صارت حياتنا ساذجة بدونك
فاقتلني أكثر
كي تكتمل الطريق إلى السماء
واقتلني أكثر
كي أشارك جلجامش أعشاب الخلود
رحل الجنود
ولم يتركوا لنا ما يساعدنا على النسيان
رحل الجنود
بعد ان خلفوك قتيلة
والقبيلة
لا عمل لهم سواك
مشغولون بحصر الإرث
ومختلفون على مراسيم الوداع
رسموا حدودهم على بقاياك
وتقاسموك:
"لك هذا النهد يا أخي
ولي أنا هذا الذراع
فلنكن قنوعين
ولنحتفظ بشرف الإخوة
كي نتحشى النزاع"
آه يا الجسد المشاع
آه يا الجسد المشاع
ليت الجنود لم يرحلوا
وليته لم ينته ذاك الصراع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق