الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

كبرت كثيراً في غيابي


كم كبرت في غيابي !!!

ظننت أن الزمن بعد أن افترقنا قد توقف

لكن من الواضح أنه لم يكن متوقفا إلا عندي أنا

عامان

كانا بالنسبة لي يوما واحدا في تشابه أيامهما

وعمرا كاملا في طول ساعاتهما

وها أنت الآن أمامي من جديد

امرأة أخرى

أحاول البحث عن تلك الأشياء التي أحببتها فيك

فلا أجد شيئا

أصغي إلى صوتك

فلا أرى للعصافير التي كانت تغرد فيه وجودا

أنظر إلى عينيك

فأدرك كم من السفن أبحرت فيهما بعد أن تعبت مراكبي من السفر

أنظر إلى شفتيك

فأرى مئات البصمات عليهما

أنظر إلى شعرك

فألمح عشرات النجمات

بعدد أولئك الرجال الذين استجاروا بليله

أنظر إليك وأتساءل ...

كيف لكل هذا أن يحصل

ربما كنت محقة

ربما نحن أيضا بحاجة إلى صيانة في هذا الزمن

بحاجة إلى استبدال الأثاث الذي بداخلنا بين فترة وأخرى

فكم صعب انتظاري وحيدا

بعد أن أدركت أنني وحدي من انتظر ...

***

كنت ِ حبيبتي

وكنت ُ أنا محطة انتظار

وكنت ِ ..

كلما جاء قطارتركتني وذهبت

دونما وداع

دونما أعذار

أنت يا حبيبتي

لن تشعري بما تعانيه المحطات من مرارة وألم

بعد أن يبتعد القطار عنها حاملا في جوفه كل ما كان بحوزته

اأنت لن تعرفي وجعها يوما

لأنك دائما المسافرة

أنا وحدي من يعرف هذا الألم

أنا وحدي من جرب هذا الوجع

لأنني دائما كنت تلك المحطة

ها أنت اليوم تعودين إلي من جديد

لكنك تعودين أكبر

لكنك تعودين غيرك

أنا وحدي من بقي متمسكا بالذاكرة

كطفل يرفض التخلي عن ألعابه

كل شيء حولي كان يكبر

وحدي أنا من لم يصب بالكبر

أنا لم أكبر في غيابك سيدتي

لكنني هرمت فجأة

هناك تعليقان (2):

  1. لم يبكني الموت لكن ابكاني الغياب والهجر الذي قطع انفاسي

    ردحذف
  2. لا أعرف لماذا أقرأها الآن بحزن اشد
    ربما هو غيابك



    ملك

    ردحذف